حلم الشتاء

Saturday, January 17, 2009



تعرفت عليها منذ اكثر من العام ولكننا لم نتقابل كثيرا كنا دائما نلتقى عندما يتجمع


اصدقائى للاحتفال بمناسبه ما كنا نلتقى مصادفه ولكننى كنت اشعر دائما اننى اعرفها


من زمن عندما التقيت بها اول مره سعيت انا للتعرف عليه كنا برمضان وكانت هناك


حفله كنت سأكرم فيها وكنت جديده على المكان والجو وهنا وكانت المره الاولى لي


اصعد منصه تكريم واواجه الجميع وكما افعل دئما عندما ينتابنى شعور الغربه فى مكان


ما ابحث عن وجهه اعرفه كى اخفف على نفسى شعور الغربه كنت استعد لكى اصعد


للتكريم فذهبت كعاده النساء جميعا لاطمن على مظهرى فى مرأه بردهه الفندق وكانت


هى الاخرى خارج صاله الفندق لبكاء طفلها مجد ابتسمت فابتسمت لها وكأننا نعرف


بعض منذ زمن ليس لمجرد اننى ابحث عن وجه اعرفه ولكن لانها بالفعل تخطف من


يراها فهى ذات ملامح هائه وبشره ناعمه ونظره طفوليه صافيه تماما كنظره طفلها


مجد تعرفت اليها ثم استأذنتها لان ترتيب اسمى كان قد حان وانصرفت وحدثت


المراسم المتبعه فى التكريم وكان معى اخى وكنت سعيده لدرجه لن اتمكن من وصفها


وبعد ان نزلت لاجلس على الطاوله الخاصه بى وباخى واحد اصدقائى وجدتها جأت


لتبارك لى وكانت بمثل نفس النظره التى رأيتها بها لاول مره منذ دقائق ومر الوقت


وانصرف كلانا وعلمت منها انها زوجه لزميل يعمل معنا باحد الفروع الاخرى للشركه


ولكنه قريب جدا من مكان عملى بعدها بفتره ليست قليله تقابلت معها مصادفه باحد


المطاعم وكانت ضحكتها رائعه ومجد ابنها ليس بطفل عادى فبوجهه من الجمال ما


يسرق البصر تكلمنا قليلا ثم انصرفت لعملى لانتهاء فتره الراحه الخاصه بى وبعدها


تصادفنا مرات قليله الى ان جاء رمضان الماضى تقابلنا عند زميل لنا فى صادف ذلك


اليوم احتفال خاص بعقيقته مولودته الاولىيومها تحدثنا اكثر وضحكنا كثيرا شعرت


انها كأحد ممن يسلب قلبك وعقلك فى لحظات دون ان تشعر هى طبيبه صيدلانيه


فلسطنيه الجنسيه ولكنها ولدت وعاشت بالاماراتلن اتمكن من وصفها لان بها من


الصفات ما يعجز العقل عن حصره .استيقظت كعادتى صباحا وصعدت لصديقى المصريه


التى تسكن معى بنفس المكان لنشرب شاى الصباح المصرى واعانق طفلتها مريم


الساحره لانها ايضا من الاطفال الذين يضحكون بمجرد ان تنظر اليها وجدت صديقتى


والده مريم متغيره الملامح فسألتها عن سبب ذلك التغير ولكنى تفاجأت ببكأها فور


سؤالى وسألتنى ان كنت اتذكر يوم عقيقه بنتها مريم وهل كنت عرف زوجه زميلنا


بالعمل الذى حضر الحفل فأجبتها اكيد فقالت لىانها توفت اليوم فى حادث سياره


والخطاء ليس منها بل من سائق السياه التى كان خلفها فلم يرا انتظار سيارتها ودخل


بكل سرعته من الخلف فى سيارتها ونقلت للعمليات بنفس المستشفى الذى كانت تعمل


فيه ولكن قضاء الله نفذ اثناء محاوله انقاذها ما المنى اكثر هو انها كانت تحمل طفلها


الاخر فقد كانت حامل بالشهر الخامسلم اتمكن من البكاء وللان لا استطيع البكاء دائما


ما اقنع نفسى بأن انفسنا امانه الله لدينا يسترده وقت ان يحين الاجل ولكن صدمه الخبر


ذكرتنى بنفس ما حدث وقت وفاه والدى رحمه الله فقد توفى ايضا فى عمله وكانت نفس


الاحداث تغيرت الحياه بالنسبه لى فى غضون ساعات ما قبل انتهاء الظهيره تماما مثلما حدث


فى حياه عائله ام مجدلم نكن اصدقاء بمواصفات الصديق الذى تراه يوميا وتتحث اليه


لكنها كانت صديقه للروح والعقل رحمها الله واسكنها جناتههى ومن مثلها


لن اوصيكم


الدعاء لها ولمن مثلها ولشهداء فلسطين



روح حزينه


Tuesday, January 06, 2009

كالنهر يجرى



حوالي العام 250 قبل الميلاد , في الصين القديمة , كان أمير منطقة تينغ زدا على


وشك أن يتوّج ملكًا , ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً , بحسب القانون.



وبما أن الأمر يتعلق باختيار إمبراطورة مقبلة , كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن




يمنحها ثقته العمياء. وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو بنات المنطقة جميعًالكي




يجد الأجدر بينهن.



عندما سمعت امرأة عجوز , وهي خادمة في القصر لعدة سنوات , بهذه الاستعدادات



ل

لجلسة , شعرت بحزن جامح لأن ابنتها تكنّ حبًا دفينًا للأمير.



وعندما عادت إلى بيتها حكت الأمر لابنتها , تفاجئت بأن ابنتها تنوي أن تتقدّم



للمسابقة هي أيضًا.




لف اليأس المرأة وقالت :(( وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟ وحدهنّ سيتقدّمن أجمل




الفتيات وأغناهنّ. اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك! أعرف تمامًا أنكِ تتألمي



,


ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون! ))



أجابتها الفتاة :(( يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم , وما أزال أقلّ جنونًا ؛ أنا أعرف تمامًا




أني لن أُختار, ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي لبضع لحظات إلى جانب الأمير , فهذا




يسعدني - حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري



-))



في المساء , عندما وصلت الفتاة , كانت أجمل الفتيات قد وصلن إلى القصر , وهن




يرتدين أجمل الملابس وأروع الحليّ , وهن مستعدات للتنافس بشتّى الوسائل من أجل



الفرصة التي سنحت لهن.



محاطًا بحاشيته , أعلن الأمير بدء المنافسة وقال :(( سوف أعطي كل واحدة منكن




بذرةً , ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة , ستكون إمبراطورة الصين



المقبلة )).



حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في أصيص من الفخار , وبما أنها لم تكن ماهرة جدًا في



فن الزراعة , اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة – لأنها كانت تعتقد أن الأزهار إذا



كبرت بقدر حبها للأمير , فلا يجب أن تقلق من النتيجة- .



مرّت ثلاثة أشهر , ولم ينمُ شيء. جرّبت الفتاة شتّى الوسائل , وسألت المزارعين



والفلاحين فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا , ولكن لم تحصل على أية نتيجة. يومًا بعد يوم



أخذ حلمها يتلاشى ، رغم أن حبّها ظل متأججًا



.
مضت الأشهر الستة , ولم يظهر شيءٌ في أصيصها. ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك




شيئًا تقدّمه للأمير , فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة ولإخلاصها طوال هذه



المدّة , وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط في الموعد والساعة المحدَّدين. كانت تعلم



في قرارة نفسها أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها , وهي لا تنوي أن تفوتها من



أجل أي شيء في العالم


.



حلّ يوم الجلسة الجديدة , وتقدّمت الفتاة مع أصيصها الخالي من أي نبتة , ورأ ت أن



الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛ وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من



الأخرى , وهي من جميع الأشكال والألوان




أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة. دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات بكثير من الاهتمام




والانتباه. وبعد أن مرّ أمام الجميع, أعلن قراره , وأشار إلى ابنة خادمته على أنها



الإمبراطورة الجديدة.



احتجّت الفتيات جميعًا قائلات إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا



.
عند ذلك فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً :(( هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك التي



تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورة ؛ زهرة الشرف. فكل البذور التي أعطيتكنّ إياها



كانت عقيمة , ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة )).




باولو كويلو